كفى عبثا.!
الاثنين 03 سبتمبر 2012
يكتبها: سعد بوعقبة
إعدام المرحوم نائب القنصل الجزائري في مالي من طرف التوحيد والجهاد هو في النهاية محنة جزائرية.. ولكنه دلالة على فشل ديبلوماسي أمني جزائري خطير.! فالبلاد لم يعد يحترمها أحد سواء أمنيا أو ديبلوماسيا.! ولا أقول يخافها أحد كما كانت قبل ثلث قرن.!
البلاد التي يؤدي الإهمال الأمني والديبلوماسي فيها إلى إعدام ديبلوماسييها في العراق وتبقى لا تعرف حتى الآن المكان الذي قتل فيه هؤلاء.! ولا يسأل أحد من الديبلوماسيين والأمنيين عن الفشل والبلاد التي يصل بها حال الفشل الأمني والهوان الديبلوماسي إلى حد أن يختطف في تندوف أجانب وهي المنطقة التي تعيش تحت حالة أمنية عالية أو المفروض أن تكون كذلك.. ولا أحد يسأل أو يحاسب على هذا الهوان الأمني؟! والبلاد التي تعيش أمنا متدهورا في حدودها الجنوبية، منذ سنوات، ولا تتخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة ويصل بها الحال إلى اختطاف رعاياها الديبلوماسيين وتبقى شهورا ولا تتمكن من الإفراج عنهم.. ولا يسأل المسؤولون الأمنيون والديبلوماسيون عن هذا التقصير، هي بلاد أصبحت في حالة خطر.!
والبلاد التي يضرب فيها الإرهابيون من خارج الحدود الدرك في ورفلة ولا يسأل أحد عن هذا التقصير، هي بلاد أصبحت تعاني فعلا من فراغ أمني رهيب؟!
وقبل هذا، ضرب قصر الحكومة وضربت الأمم المتحدة في حيدرة.. وضربت أماكن حساسة ولا أحد تساءل لماذا هذا التقصير الأمني؟! لأن الأمن عندنا أعطي كل الإمكانات لمحاربة الإرهاب ولكنه لم ينجح في إنهاء ظاهرة اللاأمن في البلاد.. والسبب أن هذا الجهاز بقي خارج المساءلة والمحاسبة من أي جهة كانت..! وهو وضع غير طبيعي ولا يوجد في أي بلد في العالم جهاز أمن خارج المساءلة والمحاسبة، إلا عندنا؟!
في أمريكا، عندما ضربت أبراج التجارة في نيويورك، حدث لأجهزة الأمن ما حدث من محاسبة وإعادة تنظيم تحت رقابة الحكومة والكونغرس، والشيء نفسه وقع في فرنسا عندما هاجم الإرهابيون ميترو باريس.. والشيء نفسه حدث في لندن، عندما هوجمت لندن.. والشيء نفسه حدث عندما هوجمت مدريد. كل البلدان تفرق بين مسائل أمن الدولة وأمن البلد وبين ''أمن رداءة الأداء الأمني''! إلا نحن مازلنا نخلط بين رداءة الأداء الأمني وبين أمن الدولة؟!
كنا ننتظر من أجهزة الأمن الوطنية أن تنجز عملا أمنيا للبلاد يكون في مستوى الإمكانات الهائلة التي وضعتها الأمة تحت تصرف هؤلاء... ولكن.! النكسات التي يتعرض لها أمن البلاد من حين لآخر، تفرض علينا أن نرفض ما يحدث ونطالب بالحساب.!
أمن البلاد ليس النجاح الأمني في طبخ الرؤساء والوزراء والحكومات والعبث داخل الأحزاب والجمعيات، بل الأمن الحقيقي هو أن لا يحدث ما حدث للديبلوماسيين في العراق ومالي وما حدث في تندوف.. وما حدث بقصر الحكومة وما حدث في ورفلة..
أعرف أنني أمارس الكفر الإعلامي.. ولكن بلغت القلوب الحناجر في هذا المجال.03 09 2012 الخبر