بسم الله الرحمن الرحيم
[frame=2]الكورتيزون : حسناته ومساوئه تكمن في الجرعات
[/frame]
عقارات الكورتيكويد المرتكزة على مادة الكورتيزون هي من مضادات
الإلتهاب القوية Anti-inflamatory التي تعالج إصابات متعددة ،
وبالإمكان تفادي الكثير من آثارها الجانبية السلبية أو التحكم بها
من خلال تدابير بسيطة .
من غير الوارد في أيامنا الاستغناء عن أدوية عائلة الكورتيكويد ،
فاستخدام هذه المنتجات المرتكزة على الكورتيزون والمشتقة من
هورمونات تفرزها الغدد ما فوق الكلوية متعدد الجوانب ، بدءاً من
علاج الأمراض الجلدية ، إلى التكلس وداء التهاب المفاصل ، وليس
انتهاء بالتهاب الأذن والعين فحسب . لكن فعالية هذه الأدوية
تقابلها ضريبة وهي الآثار الجانبية التي يخشاها المرضى كثيراً ،
لكنه تخوف يمكن الحد من مبرراته وتخفيف حدته .
[color=SeaGreen]لايسبب وصف الكورتيكويد لأيام عدة لعلاج التهاب حنجرة أو التهاب
أذن طارىء أية مشكلة ، وحدها العلاجات الطويلة الأمد تترافق مع
تداعيات مزعجة ، ولكن يمكن التحكم بها من خلال اعتماد أسلوب
حياة وعلاجات ملائمة .
عند اكتشافها في العام 1948 ، بدت الكورتيكويد Corticoids
بمثابة العلاجات المعجزة ، ومفعول الكورتيزون على الالتهاب معروف
جداً أكثر من أي دواء آخر في العالم كذلك فعاليته في حساسية
جهاز المناعة ، وهكذا أدت خصائصه إلى إدخاله في عدد هائل من
الوصفات في حقبة الخمسينات . وفي بداية الأمر كان همّ الأطباء الأول
إيجاد علاج لأمراض كان الشفاء منها ما زال مستحيلاً . وللتذكير
أيضاً فإن الإصابات في مناعة الكليتين كانت في بداية القرن الماضي
فتاكة ، وكان مصير الشخص الذي يقع ضحية لمرض هورتون
Horton ( التهاب وريد أو أوردة .. ) العمى . كلها أمراض ساهم
الكورتيزون في علاجها ، بالإضافة إلى فعاليته في علاج أمراض "
الآزما " الربو المنتشرة بشكل كبير . ولكن في نهاية الأمر كان لا
بد للأعراض الجانبية للكورتيزون من أن تظهر ، وأن يعمد الأطباء
بالتالي إلى محاولة تخفيض وصفه .
وأخيراً توصل الطب إلى استخدامه بطريقة أفضل ، وخصوصاً
لناحية تجنّب آثاره الجانبية السيئة جداً والتي يرتبط مدى حدّتها
بمدة العلاج . فالعلاج القصير الأمد بالكورتيزون لا يترافق
سوى مع بعض الشعور بالحريق في المعدة وبفترات قصيرة
من الأرق تكون في معظم الأحيان قابلة للتحميل ، في المقابل فإن
العلاج الذي يدوم لأكثر من شهر ترافقه أعراض أكثر إزعاجاً .
وقائمة هذه الآثار الجانبية طويلة ، ولكن يؤكد الأطباء أنه ليس
هناك من داء للهلع . فظهور هذه الأعراض ومدتها يختلفان من
شخص لآخر ، ومن الممكن تجنبّها، على الأقل جزئياً .
إذاً ، لا تقلل الآثار الجانبية في شيء من أهمية هذه العائلة من
الأدوية ، وتسمح المراقبة الصارمة ( الفحوصات السريرية والصور
الشعاعية وتحاليل الدم ) الموازية لنظام حمية مناسب بالتحكم
بهذه المساوىء ، حسبما يجمع جميع الأخصائيين ، وهم
يحرزون المزيد من التقدم في هذا المجال . وأحد إنجازات السنوات
الأخيرة ، ابتكار شكل موضعي من هذا الدواء من شأنه تقليص
الجرعات وبالتالي الحد من الآثار غير المرغوبة .
التدابير الواجب اتخاذها خلال العلاج الطويل الأمد
1- العلاج لأيام عدة : تكمل الكورتيزون العلاجات الأخرى في حالات
االتهاب الحنجرة والأذن أو الجيوب الأنفية ( سيوزيت ) ، وهي لا تسبب
أي مشاكل .
2- العلاجات لمدة أسابيع أو أشهر : وتفرض هذا النوع من العلاج
الطويل الأمد الأمراض الناشئة عن الالتهاب أو عن حساسية جهاز
المناعة ، كما هي الحال بشكل خاص في داء هورتون وبعض أمراض
الكلى ، وفي حالات الروماتيزم وبعض السرطانات . وهنا يلجأ الأطباء
إلى علاج طويل الأمد يفرض اتخاذ بعض التدابير الاحترازية
يصفها الطبيب بحسب كل حالة ، وهي تتضمن الخطوات التالية :
- تخفيض تناول الدهون بغية تجنّب تراكمها في منطقتي
العنق والوجه ، وهو تراكم موضعي يُعرف ب " تناذر كاشينغ ) .
- اتباع حمية غذائية غنية بالبرتونيات من أجل تلافي ذوبان
الكتلة العضلية خلال العلاج .
- تناول مضافات من الكالسيوم والفيتامين D لتلافي ترقق
العظام .
- تخفيض استهلاك السكر والملح ( أحياناً يجب حذف هذا
الأخير ) لتقليص مخاطر الإصابة بالسكري أو بارتفاع ضغط
الدم .
- عدم إهمال معالجة أي جرح مهما كان بسيطاً ، لأن
الالتهابات تميل للتفاقم مع تناول الكورتيزون .
- تناول الدواء في فترة الصباح لتجني الإصابة بالأرق ، لأن
الكورتيزون يبدّل دورة النوم .
نواهي الإستعمال
بسبب مساهمته في تخفيض الدفاعات المناعية للجسم ، يمنع
وصف الكورتيزون للأشخاص المصابين بعدوى ارتقائية مثل السل
والهربس والزونا ( زنار النار ) والجدري والتهاب الكبد Hepatitis من
النوع الفيروسي ، ولكن هذا لا يعني عدم اللجوء إلى الكورتيزون
عندما يكون الشفاء من هذه الإصابات نهائياً . كما لا ينصح
بإعطاء الكورتيزون للأشخاص المصابين بالذهان العقلي ( اضطراب
في الوظائف السلوكية ) ، التي لا يمكن التحكم به بالأدوية
بسبب مخاطر تفاقم حالتهم مهما كانت الجرعات ضئيلة .
دواعي استعمال الكورتيزون
- الأنف : يستخدم الكورتيزون لعلاج الزكام الناجم عن
الحساسية وانسداد الأنف . مدة العلاج قصيرة جداً وينصح بعدم
تكراره لفترات طويلة . لا يخشى حصول أي خلل للمادة
المخاطية الأنفية ولكن قد تطرأ بعض التهيجات .
- العينان : يعالج الملتحمة الحساسة وتكون مدة العلاج
قصيرة ، يُنصح بعدم استعمال القطرة أبداً من دون وصفة طبيب
لأن ذلك قد يؤدي إلى إصابة موضعية مجهولة ( الهربس مثلاً ) .
- الأذن : توصف مركبات الكورتيزون في حالات الإلتهاب الحاد
للأذن الداخلية المترافق مع خروج سائل من الأذن ، هي حالة شائعة
جداً بين الأطفال ، تكون مدة العلاج قصيرة جداً ويُنصح قبل
الاستخدام بمعاينة الغشاء الداخلي للأذن من قبل الطبيب .
- الرئتان : يوصف في حالات الربو المعتدلة والحادة ويكون
العلاج طويل الأمد ، وينصح بغسل الفم بالماء بعد رش الأنف
بالبخاخات .
- الجلد : تعالج مركّبات الكورتيزون بعض الإصابات الجلدية
الناجمة عن الحساسية ، مثل الأكزيما ، ويكون لمدة قصيرة .
يُنصح بعدم وضع اللوسيون أو الكريم إلا على المنطقة
المصابة ، لأن وضع الكورتيزون على الجلد السليم يؤدي إلى
ترققه وتقشره .
- المفاصل : سمح الكورتيزون بمعالجة الإلتهابات المفصلية
والفقرات ، ويتم العلاج بواسطة الحقن التي تكفي أحياناً حقنة
واحدة منها لإعطاء مفعول طويل الأمد .
منقول للفائدة
[/color]